"لن نسكت بعد اليوم. تنظيم القاعدة أعلن حربه على الإسلام والسلام بصراحة ويحاولون الفتك بنا"، هذا ما قاله المواطن عاشور ضيدان، 36 عاماً، وهو موظف حكومي انضم إلى مئات المتظاهرين الذين خرجوا يوم السبت، 4 حزيران/يونيو، إلى شوارع مدينة تكريت للتنديد بالهجمات الإرهابية التي استهدفت مسجداً ومستشفىً في المدينة يوم الجمعة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
واتهم مسؤولون أمنيون عراقيون تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات.
وأضاف ضيدان "هذه العمليات تكشف عن حقيقة أسباب وجودهم في بلدنا. إنهم يريدون قتلنا فقط".
"حرب قذرة ضد المواطنين الأبرياء" وكانت المدينة قد اهتزت يوم الجمعة على صوت انفجارين، حيث وقع الانفجار الأول عندما اقتحم انتحاري يرتدي سترة مفخخة مسجد الحارة الكبير في منطقة القصور الرئاسية شمال المدينة، خلال أداء صلاة وخطبة الجمعة وفجر نفسه وسط مئات المصلين، بينهم رجال شرطة وسياسيين وأعضاء في مجلس المحافظة.
وأدى الانفجار إلى مقتل 22 مواطناً، بينهم قاضي محكمة تكريت طالب العزاوي وآمر الفوج الأول في الشرطة المحلية وعضوين في مجلس المحافظة وإمام المسجد الشيخ خليل التكريتي. وجرح في الانفجار 82 آخرين معظمهم في حالة خطرة.
وتسبب الانفجار بانهيار أجزاء من مبنى المسجد وتدمير عدد كبير من السيارات المتوقفة بالقرب منه.
وبعد ثلاث ساعات، فجر انتحاري آخر نفسه في مستشفى تكريت الحكومي الذي نقل إليه جرحى الانفجار الأول. وأدى الانفجار إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم ثلاثة من جرحى الانفجار الأول وذوي الجرحى وعناصر أمن وأفراد من الكادر الطبي، بالإضافة إلى جرح 32 آخرين.
واتهم الرائد باسل حديد الجبوري، المتحدث باسم شرطة محافظة صلاح الدين، تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجومين.
وقال الجبوري في حديث لموطني "هذه أفعال الإرهابيين فهم لا يريدون الحياة للشعب العراقي ويأملون بالسيطرة على العراق، ولكنهم لن ينجحوا".
وبدوره، قال المقدم سعدون إسماعيل الدوري، من الجيش العراقي في تكريت، إن القوات الأمنية العراقية فتحت تحقيقاً في الهجمات وطلبت من القوات الأميركية المساعدة فيه.
وأضاف الدوري "لن تمر الهجمات دون عقاب. من يؤذي الشعب العراقي سيتحمل كافة التبعات والعقوبات".
من جانبه، ندد مفتي الديار العراقية، رافع العاني، بالهجمات الإرهابية ووصفها بـ "الحرب القذرة على الأبرياء".
وأوضح العاني في بيان صدر عن مكتبه "إن مهاجمة المواطنين في دور العبادة والعودة لمهاجمتهم مرة أخرى في المستشفى هو عمل إجرامي وهمجي".
وخلال المظاهرة التي جرت يوم السبت، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "دم العراقي ليس رخيصاً" و "سنلاحق الإرهابيين حتى موتهم" و"لن نسكت على الإرهاب".
وطالب المتظاهرون القوات العراقية بشن حملة أمنية واسعة لملاحقة المتورطين بالهجمات الإرهابية وتقديمهم للقضاء العراقي.
وقال ابراهيم محمد، 30 عاماً، "ننتظر أن يشفي الجيش العراقي غليلنا وحقدنا على الإرهابيين عبر اعتقالهم او قتلهم، كما قتلوا الضحايا الأبرياء".
وأضاف "إنهم ليسوا منا ونحن لسنا منهم. لقد أعلنوا الحرب على البشرية وعلى العالم وعلينا أن نتكاتف معاً للتخلص منهم".
أما المواطنة علا سيف الدين، 24 عاماً وهي موظفة حكومية، فقالت "بالأمس هاجموا كنيسة النجاة ثم دمروا حسينية واليوم هاجموا مسجداً. إنهم لا ينتمون لأي دين ولا أخلاق لديهم. سنبقى نردد لا إله إلا الله، الإرهاب عدو اللهّ".